(الثاني): سجود تحية وتشريف: وكان ذلك جائزاً في الشرائع السابقة. وورد في القرآن ذكر سجود اخوة يوسف ليوسف في قوله تعالى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾ [يوسف: 100].
قال قتادة: ‹‹وكانت تحية من قبلكم، كان بها يحيي بعضهم بعضا، فأعطى الله هذه الأمة السلام، تحية أهل الجنة، كرامة من الله تبارك وتعالى عجّلها لهم ونعمة منه›› [الطبري].
وقال ابن زيد: ‹‹ذلك السجود تشرفة، كما سجدت الملائكة لآدم تشرفة ليس بسجود عبادة››.
ولكن هذا السجود محرّم في شريعة محمّد صلّى الله عليه وسلّم ولم يكن معاذاً عالماً بالتحريم، وقد رأى النصارى يسجدون لأساقفتهم، فرأى أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أحقّ بالتكريم والتشريف فسجد له، ولما علِم بالتحريم انقاد له .. فهل هذا حجّة تبيح عبادة غير الله، أو إعذار المشركين الجهلاء بالجهل كما يريد المجادلون عن المشركين في هذه الأيام ﴿وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ﴾ [التوبة: 87].